الخميس، 30 سبتمبر 2010

خواطر مسائية :::: نازك الملائكة






إذا زحف الليل فوق السهوب
ومرّت على الأفق كفّ الغيوم
ولم يبق غير السكون الرهيب
ونام الدجى تحت جنح الوجوم
ولم يبق إلا نواح اليمام
وهمس السواقي وأنّاتها
ووقع خطى عابر في الظلام
تمرّ وتخفت أصواتها
جلست أناجي سكون المساء
وأرمق لون الظلام الحزين
وارسل أغنيتي في الفضاء
وأبكي على كلّ قلب غبين
أصيخ إلى همسات اليمام
وأسمع في الليل وقع المطر
وأّنات قمريّة في الظلام
تغنّي على البعد بين الشجر
وآهات طاحونة , من بعيد
تنوح المساء وتشكو الكلال
تمرّ على مسمعي بالنشيد
وتفتا تصدح خلف التلال
أصيخ ولا صوت غير الأنين
وأرنو ولا لون غير الدجى
غيوم وصمت وليل حزين
فلا عجب أن أحسّ الشجا
رأيت الحياة كهذا المساء
ظلام ووحشة جوّ كئيب
ويحلم أبناؤها بالضياء
وهم تحت ليل عميق رهيب
طبيعتها أبدا باكية
فصمت الدجى وأنين الرياح
وتنهيدة النسم السارية
ودمع الندى في عيون الصباح
وابصرت عند ضفاف الشقاء
جموع الحزانى وركب الجياع
تشردهم صرخات القضاء
وما أرسلوا همسات الوداع
وأصغيت لكن سمعت النشيج
يدوّي صداه على مسمعي
وراء القصور وفوق المروج
فمن يا ترى يتغنّى معي؟
سأحمل قيثارتي في غد
وأبكي على شجن العالم
وأرثي لطالعه الأنكد
على مسمع الزمن الظالم


الاثنين، 27 سبتمبر 2010

قف بما فيك :::: مظفر النواب






هكذا صهر الجنوب حزن قانا سكاكين وبنادق وصواريخ وهزائم ما زالت تتوالى فيما يسميه إعلامنا الرسمي بلا خجل "دولة اسرائيل"، ماخور بناه سماسرة العالم على أرضنا المقدسة، المجد لأبطال الجنوب يهدمون الماخور على السماسرة ويعيدون بناء وطن الناس والسماء على هذه الأرض


تتفتق عنهم دروب الجنوب براكينها
لولا التشهد تحسبهم أجلاً
رقـقته عيون بهن علي يجوب المدى
شاهراً منذ ألـفٍ سـيوفـاً
يصلي بها في رقـاب الـغـزاة
وأصحابه اغرورقوا بالدموع
لعل لقد قصروا
ربما...حسب ما يفهمون العطاء
وماذا أسمي إذا الجود
مد يديه بكل الندى
صنعوا الموت والدم والدمع والذكريات
سلاحاً من الصعب ادراكه، نيله
فالشهادة ليست تباع
ولا الغرب يملكها
إلى القدس، أطفال قانا
أناروا الشموع
وسالت مع الدمع نهراً
من الحب ضم القيامة والمسجدا
قف بما فيك من كبرياء
بصمت المكان يحدق فيك المكان
هنا امتزج اللحم بالصرخات
وذاب الحديد
وما زال طفل تفحم بعد يناغي
وطفل بلا شفتين ويرضع
بعد الحليب على الأرض
قبل ثرى الأمهات
هنا يقسم الذاهبون الى الثأر
أن يستمر القتال إلى ما وراء البحار
أو استشهدوا
يمسكون التراب بكف
وكل السماء بكف
تبارك لبنان وعي جنوبك
يمسك بالعالمين
نجوم السماء هدى
ونجوم التراب هدى



الجمعة، 24 سبتمبر 2010

محمد الماغوط :::: النخاس




الاسم : حشره
اللون : أصفر من الرعب
الجبين : في الوحل
مكان الإقامة : المقبرة أو سجلات الإحصاء
المهنة : نخاس
البضاعة : رمال ذهبية وسماء زرقاء
عواصف ثلجيه
وشواطئُ متعرجةٌ لايحدها البصر
لارهاقِ الملاحين ومصممي الخرائط

عندي غبارٌ للقرى
رمدٌ للأطفال
وحولٌ للأزقة
وحجارةٌ لصنعِ التماثيل وقمعِ المظاهرات

عندي آباء للتذمر
أمهاتٌ للحنين
أرصفة لبيع الزهور
وغابات لصنع السفنِ والقباقيبِ وسواري الأعلام

عندي ثلجٌ للعصافير
وخريفٌ للغابات
سعالٌ للأزقه
ونوافذُ عالية لمناداةِ الباعة , للاستغاثات .
عندي كل شئ أيها السادة
نسور أعقاب سجاير
نشارة خشب
صفائح فارغه
وعندي ... شعوب
شعوب هادئةٌ وساكنةٌ كالأدغال
يمكن استخدامها
في المقاهي والحروب وأزمات السير
أسرعوا أيها السادة
هاهو الليلُ يقترب
وعليّ أن أنهي صفقتي
قبل غياب الشمس
أخرجوا محافظكم ولا تخيفنّكم أسعاري :
كلُّ الفتوحات العربية
مقابل " سرير "
كل نجوم الشرق
مقابل عود ثقاب
لأهتدي إلى أقرب حصاةٍ
أو مسمارٍ في هذا الوطن
أغرسه في صدري كمنقار البجعه
وأموت .




دواوين محمد الماغوط :::: الحصار




دموعي زرقاء
من كثرةِ ما نظرتُ إلى السماء وبكيت
دموعي صفراء
من طولِ ما حلمتُ بالسنابلِ الذهبيةِ
وبكيت

فليذهب القادةُ إلى الحروب
والعشاقُ إلى الغابات
والعلماءُ إلى المختبرات
أما أنا
فسأبحث عن مسبحةٍ وكرسيٍ عتيق
....لأعودَ كما كنت
,حاجباً قديماً على باب الحزن
ما دامت كل الكتب والدساتير والأديان
تؤكدُ أنني لن أموت
إلا جائعاً أو سجيناً






الخميس، 16 سبتمبر 2010

محمود درويش :::: وعاد في كفن






-*-



يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن



-*-


كان اسمه
…لا تذكروا اسمه
!خلوه في قلوبنا
…لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد
…خلوه جرحا راعفا… لا يعرف الضماد
طريقه إليه


-*-


…أخاف يا أحبتي
… أخاف يا أيتام
…أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء
!أخاف أن تنام في قلوبنا
جراحنا
…أخاف أن تنام
!!و لم يضع رسالة …كعادة المسافرين
تقول إني عائد… و تسكت الظنون
و لم يخط كلمة
…تخاطب السماء و الأشياء
تقول : يا وسادة السرير
!يا حقيبة الثياب!
يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب
أما رأيتم شاردا… عيناه نجمتان ؟
يداه سلتان من ريحان
و صدره و سادة النجوم و القمر
و شعره أرجوحة للريح و الزهر
!أما رأيتم شاردا
مسافرا لا يحسن السفر
!راح بلا زوادة



-*-



، من يطعم الفتى
إن جاع في طريقه ؟
قلبي عليه من غوائل الدروب
!قلبي عليك يا فتى… يا ولداه
!قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم
!يا دروب ! يا سحاب
!قولوا لها : لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع …فوق الحزن و العذاب
!لن تحملي… لن تصبري كثيرا
لأنه
…لأنه مات ، و لم يزل صغيرا



-*-


يا أمه!
لا تقلعي الدموع من جذورها
!للدمع يا والدتي جذور
تخاطب المساء كل يوم
…تقول : يا قافلة المساء
!من أين تعبرين ؟
غضت دروب الموت… حين سدها المسافرون
سدت دروب الحزن… لو وقفت لحظتين
لحظتين
!لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا … أحبابنا المهاجرين
لا تشرحوا الأمور
!أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا
…" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا
!يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال
!لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا … أحبابنا المهاجرين
يا أمه
!لا تقلعي الدموع من جذورها
خلي ببئر القلب دمعتين
!فقد يموت في غد أبوه… أو أخوه
أو صديقه أنا
خلي لنا
…للميتين في غد لو دمعتين… دمعتين



-*-



يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
حرائق الرصاص في وجناته
وصدره… ووجهه
…لا تشرحوا الأمور
!أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا…
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال







قصيدة أعتذار للرسول الكريم :::: احمد مطر








يا رسـول الله عذرا
قالت الدنمارك كفـرا

***

قد اساءو حين زادو
في رصيد الكفر فجرا

حاكها الاوباش ليلا
واستحلوا السب جهرا

حاولوا النيل و لكن
قد جنوا ذلا وخسرا

كيف للنملة ترجو
أن تطال النجم قدرا

هل يعيب الطهر قذف
ممن استرضع خمرا

دولة نصفها شاذ
ولقيط جاء عهرا

آه لو عرفوك حقا
لا ستهاموا فيك دهرا

سيرة المختار نور
كيف لو يدرون سطرا

لو درو من انت يوما
لاستزادوا منك عطرا

قطرة منك فيوض
تستحق (العمر) شكرا

يا رسول الله نحري
دون نحرك أنت أحرى

أنت في الأضلاع حي
لم تمت والناس تترا

حبك الوردي يسري
في حنايا النفس نهرا

أنت لم تحتج دفاعي
أنت فوق الناس ذكرا

سيد للمرسلين

رحمة جاءت وبشرى

قدوة للعالمين
لو خبت لم نجن خيرا

يا رسول الله عذرا
قومنا للصمت أسرى

ندد المغوار منهم
يا سواد القوم سكرا

أي شيء قد دهاهم
مالهم يثنون صدرا ؟

لم يعد للصمت معنا
قد رأيت الصمت وزرا

ملت الأسياف غمدا
ترتجي الآساد ثأرا

إن حيينا بهوان
كان جوف الأرض خيرا

يألم الأحرار سب
لرسول الله ظهرا

ويزيد الجرح أنا
نسكب الآلام شعرا

فمتى نقذف نارا
تدحر الأوغاد دحرا

يا جموع الكفر مهلا
إن بعد العسر يسرا
إن بعد العسر يسرا




مزامير ::::: محمود درويش









يوم كانت كلماتي

.. تربةً

كنت صديقاً للسنابل

يوم كانت كلماتي

.. غضباً

كنت صديقاً للسلاسل

يوم كانت كلماتي

.. حجراً

كنت صديقاً للجداول

يوم كانت كلماتي

.. ثورة

كنت صديقاً للزلازل

يوم كانت كلماتي

.. حنظلاً

كنت صديق المتفائل

حين صارت كلماتي

.. عسلاً

غطى الذباب

شفتي .. !





هوامش على دفتر النكسة :::: نزار قباني






1


أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم
..كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه
..ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه



2


مالحةٌ في فمِنا القصائد
مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء


3


يا وطني الحزين
حوّلتَني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين


4


لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا


5


إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها
..بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها
..بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ


6


السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا


7


خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ


8


بالنّايِ والمزمار
..لا يحدثُ انتصار


9


كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ


10


لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ
..لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ


11


يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ


12


ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما
..تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا


13


خمسةُ آلافِ سنهْ
..ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ
..أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ


14


جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
هل نحنُ خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ ؟


15


كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً
..من لهبٍ ونارِ
..لكنهُ
..واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري


16


نركضُ في الشوارعِ
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا
..نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا
..نمدحُ كالضفادعِ
نشتمُ كالضفادعِ

نجعلُ من أقزامنا أبطالا
..نجعلُ من أشرافنا أنذالا
..نرتجلُ البطولةَ ارتجالا
..نقعدُ في الجوامعِ
..تنابلاً.. كُسالى
نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا
..ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا
..من عندهِ تعالى…


17


لو أحدٌ يمنحني الأمانْ
..لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي
..عيونهم ورائي
..أنوفهم ورائي
..أقدامهم ورائي
..كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم
..أسماءَ أصدقائي
..يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني
..حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ
..أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي

يا سيّدي
..يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا
..محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ
..في داخلِ الجدرانْ
..لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ
..قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
..لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ


18


لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ


19


نريدُ جيلاً غاضباً
..نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ
وينكشُ التاريخَ من جذورهِ
..وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ
نريدُ جيلاً قادماً
..مختلفَ الملامحْ
..لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ
..لا ينحني
..لا يعرفُ النفاقْ
..نريدُ جيلاً
..رائداً
..عملاقْ


20


يا أيُّها الأطفالْ
..من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا
..ويقتلُ الخيالْ
..يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ
..ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ
…سيهزمُ الهزيمهْ

مختارات :::: فاروق جويدة





جلسنا نرسم

الأحلام فى زمن بلا ألوان

رسمنا فوق وجه الريح

عصفورين فى عش بلا جدران

أطل العش بين خمائل الصفصاف

لؤلؤة بلا شطان

نسينا الاسم .. والميلاد .. والعنوان

و مزقنا دفاترنا

وألقينا هموم الأمس

فوق شواطىء النسيان

وقلنا .. لن يجىء الحزن بعد الان

رأينا الفرح بين عيوننا يحبو

كطفل ضمه .. أبوان
..رسمنا الحب فوق شفاهنا الظمأى

بلون الشوق .. والحرمان

رسمتك نجمة فى الأفق

تكبر كلما ابتعدت

فألقاها .. بكل مكان



هذه أول قصيده شارك بها تميم فى مسابقة أمير الشعراء خفقان قلب خفقان قلب خفقان قلب .......... قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ............