الخميس، 26 أغسطس 2010

لا شيئ بعدى :::: فاروق جويد





من أي شي تهربين ؟؟

....من وحشة الأيام بعدى

...أم من الذكرى

و أطياف الحنين؟؟

من لوعة الأشواق

والحلم المسافر

و انطفاء الضوء في القلب الحزين ؟؟

لا شي بعدى غير حزن صامت

ينساب في عينيك حين تفكرين

لا شي بعدى غير وجه جامد

و براءة ثكلى كليل العابثين
لا شي بعدى غير بيت صامت

يروى حكايا الراحلين

لا شي عدى

واسألي العشاق

كيف يطول ليل العاشقين ؟؟؟

....!!فلتهربي ما شئت من عيني

!!!!!!فإنك في الضلوع تسافرين

مريد البرغوثي ::: مهنة أعدائي








مهنة اعدائي

إطلاق النار على الفكرة

نحتوا أنفسهم في مرآتهم الأولى

ذئباً بجناحين من المعدن والسخط

ومخالب من جرافات وخرافة

ذئباً دموي التدبير يدب يشب دميما


مندفعا وحديدي الجَفن

يدور على دورته المرة بعد المرة

يعوي وسيعوى خلفك أكثر من مرة
،

ويكاد يجن

أين تقيم الفكرة بالضبط؟

أتقيم الفكرة في البيت؟

كم صاح فتى لا مخبا لي في بيتٍ أعرفه ركنا ركناً

كم رفعت بنت يدها في ليل الأنقاض

تنادي: يوجعني السقف؟

أتقيم الفكرة في الحقل؟

في الشمس الفكرة أم في الظل؟

في صبح الديك الصائح أعلى التل؟

أطلقنا النار على صبح الديك

وعدنا للأنقاض فدكيناها ثانية


أم أن الفكرة تسهر في الليل؟

لاحقنا السهرة حتى حب الهال وركوات القهوة

أغلقنا بوابات الليل بأقفال الخوف؟

تركناهم مفجوعين كوعل تركته سفينة نوح

أتقيم الفكرة في أشعار جدودهم الأولى؟

أم في الابن؟

أين تماماً في الابن؟

في الصدر أم العينين؟

في الروح أم الفخذين؟

أم في كهف من شهوات الناس

في الحب وفي الخبز وكوب الماء

اطلقنا النار على المهد فأخطأناها

يا للعنة

هل تحيا الفكرة في اللحد؟

فلنقتل كل مقابرهم، فليمت الموتى ثانية

القوة؟ لا يملك أحد ما عندي

بل إن كثيراً من رؤساء قبائلهم عندي

ومكائدهم ضد مكائدهم مغزلها عندي

وأكاد أجن

أين تقيم الفكرة أم فكرتهم ينقصها الأين؟

والذئب يسن مخالبه

ويجرب ما جربه

لا أبصر رايات بيضاء هنا




العيون السود ::: ايليا ابو ماضي






█████████████████████████




ليت الذي خلق العيون السودا

خلق القلوب الخافقات حديدا

لولا نواعسها ولولا سحرها

ما ود مالك قلبه لو صيدا

عود فؤادك من نبال لحاظها

أو مت كما شاء الغرام شهيدا

إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم

كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا

وإذا طلبت مع الصبابة لذة

فلقد طلبت الضائع الموجودا

يا ويح قلبي إنه في جانبي

وأظنه نائي المزار بعيدا

مستوفز شوقاً إلى أحبابه

المرء يكره أن يعيش وحيدا

برأ الآله له الضلوع وقاية

وأرته شقوته الضلوع قيودا

فإذ هفا برق المنى وهفا له

هاجت دفائنه عليه رعودا

جشمته صبراً فلما لم يطق

جشمته التصويب والتصعيدا

لو أستطيع وقيته بطش الهوى

ولو استطاع سلا الهوى محمودا

هي نظرة عرضت فصارت في الحشا

ناراً وصار لها الفؤاد وفودا

والحب صوت ، فهو أنة نائح

طوراً وآونة يكون نشيدا

يهب البواغم السنا صداحة

فإذا تجنى أسكت الغريدا

ما لي أكلف مهجتي كتم الأسى

إن طال عهد الجراح صار صديدا

ويلذ نفسي أن تكون شقية

ويلذ قلبي أن يكون عميدا

إن كنت تدري ما الغرام فدواني

أو ، لا فخل العذل والتفنيدا

...
يا هند قد أفنى المطال تصبري

وفنيت حتى ما أخاف مزيدا

ما هذه البيض التي أبصرتها

في لمتي إلا الليالي السودا

ما شبت من كبر ولكن الذي

حملت نفسي حملته الفودا

هذا الذي أبلى الشباب ورده

خلقاً وجعد جبهتي تجعيدا

علمت عيني أن تسح دموعها

بالبخل علمت البخيل الجودا

ومنعت قلبي أن يقر قراره

ولقد يكون على الخطوب جليدا

دلهتني وحميت جفني غمضه

لا يستطاع مع الهموم هجودا

لا تعجبي أن الكواكب سهد

فأنا الذي علمتها التسهيدا

أسمعتها وصف الصبابة فانثنت

وكأنما وطئ الحفاة صرودا

متعثرات بالظلام كأنما

حال الظلام أساوداً وأسودا

وأنها عرفت مكانك في الثرى

صارت زواهرها عليك عقودا

أنت التي تنسي الحوائج أهلها

وأخا البيان بيانه المعهودا

ما شمت حسنك قط إلا راعني

فوددت لو رزق الجمال خلودا

وإذا ذكرتك هز ذكرك أضلعي

شوقاً كما هز النسيم بنودا

فسقطت سقط الطل ذوب محاجري

لو كان دمع العاشقين نضيدا

وظننت خافقة الغصون أضالعاً

وثمارهن القانيات كبودا

وأرى خيالك كل طرفة ناظر

ومن العجائب أن أراه جديدا

وإذا سمعت حكاية عن عاشق

عرضاً حسبتني الفتى المقصودا

مستيقظ ويظن أني نائم

يا هند ، قد صار الذهول جمودا

ولقد يكون لي السلو عن الهوى


لكنما خلق المحب ودودا





██████████████████████████




محمود درويش :::: سَقَطَ الحصانُ عن القصيدةِ







سَقَطَ الحصانُ عن القصيدةِ
والجليليّاتُ كُنَّ مُبَلَّلاتٍ
بالفَراشِ وبالندى’
يَرْقُصْنَ فوق الأقحوانْ

الغائبان: أنا وأنتِ
أَنا وأنتِ الغائبانْ

زوجا يمام أَبيضانْ
يَتَسامران على غُصون السنديانْ
لا حُبَّ’ لكني أُحبُّ قصائدَ
الحبّ القديمةَ, تحرسُ
القَمَرَ المريضَ من الدخانْ

كرُّ وفرٌّ، كالكَمَنْجَةِ في الرباعيّاتِ
أَنْأَى عن زماني حين أَدنو
من تضاريس المكانْ...
لم يَبْقَ في اللغة الحديثِة هامشٌ
للاحتفاء بما نحبُّ
فكُلُّ ما سيكونُ... كانْ

سقط الحصان مُضَرَّجاً
بقصيدتي
وأنا سقطتُ مُضَرَّجاً
بدَم الحصانْ...


رقـمُ هاتفٍ قديم :::: مظفر النواب





ألا أُفهـم تنتـابني نـكـسةُ حُـزن، ولكن أشياءٌ كثيرةٌ لا تـُفهـم في هذا الكون، أن يـُتقصد عـدم فهمي؛ فذلك يضع في طريق عشقيَ للناس حجـر

رقـمُ هاتفٍ قديم
************
أَمـسِ وقفْـتُ على بـَرَدى
بَعـدَ قـليـلٍ تـُمسـي أيـاميَ في الـشام ثلاثيـن مدى
أوراقٌ مزقـَها العشـاق على الماء
وراحـوا دون صـدى
لم يعـد النهـرُ صغير
لم تعد الكـلمات صغيرة
لم يعد الصمـتُ حجـر
أغلـقـنا رغبـات الشـباك برقـة قـلب
ونسينـا الصبـحَ بدون مطر
مر اثنان من العشـاق المبـتدئـيـن
وقالوا عـلبةُ نسيان فارغة
لا تحمل أي خطر
حـدقـت بهم وسكـت مطـر
في الحـزن هناك على بردى
مصطبةٌ وضبابٌ
واثنان كأنهما نسخـةُ حزن منا
شيء لم يتغـير في الشام
عشـقـي وتمر الأيام
عشـقـي ويـرن الهاتـفُ
لم يتوقـف منذ ثلاثيـن يـرن
لـكـن مـن كـثرة ما اسـتعمـله العشق
محـا الأرقـام
وأدرتُ الأرقـامَ الممسـوحةَ مـراتٍ
مراتٍ رد الصمـت
لقد كانوا بالأمـس هنا
ما تركـوا شـيئـا يـُذكـرُ
غـير الصـمت
دع الأيام تـنام
أمـسِ ألوف الناس على بردى
رغم ألوف النسيان
ظـمئـتُ أراهم
أتذكر أرقـام الأمـس
أدرتُ الصفرين
أجاب المقسمُ جـرِّب بثلاثة أصفار
حدقـتُ من الهاتـف في المقـسم في حـزن
لم يـَكُ مقـسـمَ تـلـكَ الأيام
وتساءل طفـلٌ مرَّ بصمتي
هل بغدادُ على بردى؟
أومأتُ بقلبي
وعـلى دجـلـة أيضا تـقـع الشـام



الأرض .. و الجرح الذي لا ينفتح :::: أمل دنقل








الأرض ما زالت ، بأذنيها دم من قرطها المنزوع



قهقهة اللّصوص تسوق هودجها .. و تتركها بلا زاد


تشدّ أصابع العطش المميت على الرمال


تضيع صرختها بحمحمة الخيول


الأرض ملقاة على الصحراء ... ظامئه


و تلقي الدلو مرّات .. و تخرجه بلا ماء !


و تزحف في لهيب القيظ


تسأل سمّمه المغول


و عيونها تخبو من الاعياء ، تستسقي جذور الشوك



تنتظر المصير المرّ .. يطحنها الذبول


***



من أنت يا حارس ؟


إنّي أنا الحجّاج


عصبّني بالتاج ..


تشرينها القارس


***


الأرض تطوى في بساط " النفط "

،


تحملها السفائن نحو " قيصر " كي تكون إذا تفتّحت


اللّفائف :


رقصة .. و هديّة للنار في أرض الخطاه .


دينارها القصدير مصهور على وجناتها .


زنّارها المحلول يسأل عن زناة الترك ،


و السيّاف يجلدها ! و ماذا ؟ بعد أن فقدت بكارتها ..


و صارت حاملا في عامها الألفيّ من ألفين من عشّاقها !


لا النيل يغسل عارها القاسي .. و لا ماء الفرات !


حتّى لزوجة نهرها الدموي

،

و الأموي يقعى في طريق النبع :


" .. دون الماء رأسك يا حسين .. "


و بعدها يتملّكون ، يضاجعون أرامل الشهداء

،

و لا يتورّعون ، يؤذنّون الفجر .. لم يتطهّروا من رجسهم

،

فالحقّ مات !



***



هل ثبّت الثّقفيّ


قناعة المهزوز ؟


فقد مضى تموز ..


بوجه العربيّ !


***



أحببت فيك المجد و الشعراء


لكنّ الذي سرواله من عنكبوت الوهم :



يمشي في مدائنك المليئة بالذباب


يسقي القلوب عصارة الخدر المنمّق

،

و الطواويس التي نزعت تقاويم الحوائط ،


أوقفت ساعاتها

،

و تجشّأت بموائد السّفراء ..


تنتظر النياشين التي يسخو بها السّلطان ..


فوق أكابر الأغواث منهم !


يا سماء :


أكلّ عام : نجمة عربيّة تهوى ..



و تدخل نجمة برج البرامك ! ؟


ما تزال موعظ الخصيان باسم الجالسين على الحراب ؟


و أراك .. و " ابن سلول " بين المؤمنين بوجهه القزحيّ ..


يسري بالوقيعة فيك

،

و الأنصار واجمة ..


و كلّ قريش واجمة ..


فمن يهديد للرأي الصواب ؟ !



***

ملثّما يخطو ..


قد شوّهته النار !


هل يصلح العطار



ما أفسد النفط ؟


***


لم يبق من شيء يقال .


يا أرض :


هل يلد الرجال ؟




هذه أول قصيده شارك بها تميم فى مسابقة أمير الشعراء خفقان قلب خفقان قلب خفقان قلب .......... قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ............