ليتَ الفتى حَجَرٌ :::: محمود درويش
يا ليتني حَجَرُ ... أكُلَّما شَرَدَتْ عينانِ شرَّدنَي هذا السحابُ سحاباً كُلَّما خَمَشَتْ عصفورةٌ أُفقاً فَتَّشْتُ عن وَثَنِ ؟ أكُلَّما لَمَعَتْ جيتارَةٌ خَضَعتْ روحي لمصرعها في رَغْوَةِ السُّفُنِ أكُلَّما وَجَدَتْ أُنثى أُنوثتها أضاءني البرقُ من خصري وأحرقني ! أكُلَّما ذَبُلَتْ خُبّيزَةٌ وبكى طيرٌ على فننِ أصابني مَرَضٌ أو صِحْتُ : يا وطني ! أكُلَّما نَوَّرَ اللوزُ اشتعلتُ بِهِ وكلما احترقا كنت الدخانَ ومنديلاً تمزقني ريحُ الشمال , ويمحو وجهيَ المَطَرُ ؟ ليت الفتى حَجَر يا ليتني حَجَرُ ... (من ديوان "حصار لمدائح البحر" 1984) |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق