الجمعة، 9 يوليو 2010

شعر و قصائد نزار قباني ::: بلقيسُ-4



يا بلقيسُ ..
يا أَحْلَى وَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
أعلى جَزَاءْ ..
كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
مثلَ أوراق الشتاءْ
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
أم أنّني وحدي الذي
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟
سَأقُولُ في التحقيق :
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
ويأكُلُونَ ..
ويَسْكَرُونَ ..
على حسابِ أبي لَهَبْ ..
لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
لا رأسَ يُقْطَعُ
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..
سَأقُولُ في التحقيق :
كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..
سَأَقُولُ في التحقيق :
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
هو النَّصْرُ الوحيدُ
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...
بلقيسُ ..
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْبُودَتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني
بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة
***

بلقيسُ-3

نزار قباني ::: بلقيسُ


بلقيسُ ..

يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)
بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..
بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..
بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرُ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
بين أعناقِ الرجالِ ..
وبين أعناقِ النساءْ ..
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
وأنْ لا فَرْقَ ..
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
يأكُلُهَا العَرَبْ
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ ..
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
و لا أدري السَّبَبْ ..
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
وجميعُ أشياء الجمالِ ..
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..
لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
يا بلقيسُ ،
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ ..
يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ
..

بلقيسُ-2

نزار قباني ::: بلقيسُ


بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوقَ خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفافِ الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..
بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ
بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..
بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ
..

شعر و قصائد نزار قباني ::: بلقيسُ-1




شُكْرَاً لَكُمْ
شُكْرَاً لَكُمْ
فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت ..
وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراء ..
يا غجريَّتي الشقراء ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سبأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ

الأربعاء، 30 يونيو 2010

شعر و قصائد نزار قباني :: التناقضات




شعر و قصائد نزار قباني :: التناقضات





 ..فشلت جميع محاولاتي
.. في أن أفسر موقفي
 ., فشلت جميع محاولاتي

 ..مازلت تتهمينني
 ..كأني هوائي المزاج , ونرجسي
 ..في جميع تصرفاتي
 ..مازلت تعتبرينني
 ..كقطار نصف الليل .. أنسى دائما
 ., أسماء ركابي , ووجه زائراتي

 .,فهواي غيب
 ..والنساء لدي محض مصادفات
 .,مازلت تعتقدين .. أن رسائلي
..عمل روائي .. واشعاري
..شريط مغامرات
 ..وبأنني استعمل اجمل صاحباتي
.. جسراً إلى مجدي .. ومجد مؤلفاتي

 ., مازلتي تحتجين أني لا احبك
..كالنساء الأخريات
..وعلى سرير العشق لم أسعدك مثل الأخريات
..أهـ  من طمع النساء
 ,وكيدهن
 ., ومن عتاب معاتباتي
 ...كم أنتي رومانسية التفكير ، ساذجة
 ., التجارب

 ..تتصورين الحب صندوقاً مليئاً
 ..بالعجائب
 ..وحقول جار دينيا
 ., وليلا لا زوردي الكواكب
 ..مازلت تتشطرطين
 ..أن نبقى إلى يوم القيامة عاشقين
 ..وتطالبين بان نظل على الفراش ممددين
 .,نرمي سجائرنا ونشعلها
 ..وننقر بعضنا كحمامتين
 ..ونظل أياما .. وأياما ..
 ..نحاور بعضنا بالركبتين
 ., هذا كلام مضحك

 .,انا لست اضمن طقسي النفسي بعد دقيقتين
 ..ولربما يتغير التاريخ بعد دقيقتين ونعود
 ..في خفي حنين
 ..من عالم الجنس المثير
 ., نعود في خفي حنين

 ..فشلت جميع محاولاتي
 ..في أن أفسر موقفي
 .,فشلت جميع محاولاتي
 ..فتقبلي عشقي على علاته
 .,وتقبلي مللي .. وذبذبتي .. وسوء تصرفاتي

 ..فأنا كماء البحر في مدي وفي جزري وعمق تحولاتي
..إن التناقض في دمي وأنا احب
., تناقضاتي
 ..ماذا سأفعل يا صديقه
.. هكذا رسمت حياتي
..منذ الخليقة .. هكذا رسمت حياتي

  نزار قبانى

شعر و قصائد نزار قباني :: كتاب الحب


شعر و قصائد نزار قباني :: كتاب الحب







ما دمت يا عصفورتي الخضراء 

حبيبتي 

إذن .. فإن الله في السماء 


: تسألني حبيبتي 

ما الفرق ما بيني وما بين السما ؟ 

الفرق ما بينكما 

أنك إن ضحكت يا حبيبتي 

أنسى السما 


الحب يا حبيبتي 

قصيدة جميلة مكتوبة على القمر 

الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر 

. . الحب منقوش على 

ريش العصافير ، وحبات المطر 

لكن أي امرأة في بلدي 

إذا أحبت رجلا 

ترمى بخمسين حجر 


حين أنا سقطت في الحب 

. . تغيرت 

تغيرت مملكة الرب 

صار الدجى ينام في معطفي 

وتشرق الشمس من الغرب 


يا رب قلبي لم يعد كافيا 

لأن من أحبها .. تعادل الدنيا 

فضع بصدري واحدا غيره 

يكون في مساحة الدنيا 


ما زلت تسألني عن عيد ميلادي 

سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله 

تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي 


لو خرج المارد من قمقمه 

وقال لي : لبيك 

دقيقة واحدة لديك 

تختار فيها كل ما تريده 

من قطع الياقوت والزمرد 

لاخترت عينيك .. بلا تردد 


ذات العينين السوداوين 

ذات العينين الصاحيتين الممطرتين 

لا أطلب أبدا من ربي 

إلا شيئين 

أن يحفظ هاتين العينين 

ويزيد بأيامي يومين 

كي أكتب شعرا 

في هاتين اللؤلؤتين 


لو كنت يا صديقتي 

بمستوى جنوني 

رميت ما عليك من جواهر 

وبعت ما لديك من أساور 

و نمت في عيوني 

10 

أشكوك للسماء 

أشكوك للسماء 

كيف استطعت ، كيف ، أن تختصري 

جميع ما في الكون من نساء 

11 

لأن كلام القواميس مات 

لأن كلام المكاتيب مات 

لأن كلام الروايات مات 

أريد اكتشاف طريقة عشق 

أحبك فيها .. بلا كلمات 

12 

أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم 

لمحوك تغتسلين في أحداقي 

أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم 

قرأوك في حبري وفي أوراقي 

للحب رائحة .. وليس بوسعها 

أن لا تفوح .. مزارع الدراق 

13 

أكره أن أحب مثل الناس 

أكره أن أكتب مثل الناس 

أود لو كان فمي كنيسة 

. . وأحرفي أجراس 

14 

ذوبت في غرامك الأقلام 

. . من أزرق .. وأحمر .. وأخضر 

حتى انتهى الكلام 

علقت حبي لك في أساور الحمام 

ولم أكن أعرف يا حبيبتي 

أن الهوى يطير كالحمام 

15 

عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي 

فأولا : حبيبتي أنت 

وثانيا : حبيبتي أنت 

وثالثا : حبيبتي أنت 

ورابعا وخامسا 

وسادسا وسباعا 

وثامنا وتاسعا 

وعاشرا . . حبيبتي أنت 

16 

حبك يا عميقة العينين 

تطرف 

تصوف 

عبادة 

حبك مثل الموت والولادة 

صعب بأن يعاد مرتين 

17 

عشرين ألف امرأة أحببت 

عشرين ألف امرأة جربت 

وعندما التقيت فيك يا حبيبتي 

شعرت أني الآن قد بدأت 

18 

لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر 

نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي 

فنادق العالم لا تعجبني 

الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر 

لكنهم هنالك يا حبيبتي 

لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة 

فهل تجيئين معي 

يا قمري . . إلى القمر 

19 

لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك 

لن تخلصي مني . . فإن الله قد أرسلني إليك 

فمرة .. أطلع من أرنبتي أذنيك 

ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك 

وحين يأتي الصيف يا حبيبتي 

أسبح كالأسماك في بحرتي عينيك 

20 

لو كنت تذكرين كل كلمة 

لفظتها في فترة العامين 

لو أفتح الرسائل الألف .. التي 

كتبت في عامين كاملين 

كنا بآفاق الهوى 

طرنا حمامتين 

وأصبح الخاتم في 

إصبعك الأيسر . . خاتمين 

21 

لمذا .. لمذا .. منذ صرت حبيبتي 

يضيء مدادي .. والدفاترتعشب 

تغيرت الأشياء منذ عشقتني 

وأصبحت كالأطفال .. بالشمس ألعب 

ولست نبياً مرسلاً غير أنني 

أصير نبياً .. عندما عنك أكتب .. 

22 

23 

محفورة أنت على وجه يدي 

كأٍسطر كوفية 

على جدار مسجد 

محفورة في خشب الكرسي.. ياحبيبتي 

وفي ذراع المقعد 

وكلما حاولت أن تبتعدي 

دقيقة واحدة 

أراك في جوف يدي 

24 

لا تحزني 

إن هبط الرواد في أرض القمر 

فسوف تبقين بعيني دائما 

أحلى قمر 

25 

حين أكون عاشقا 

أشعر أني ملك الزمان 

أمتلك الأرض وما عليها 

وأدخل الشمس على حصاني 

26 

حين أكون عاشقا 

أجعل شاه الفرس من رعيتي 

وأخضع الصين لصولجاني 

وأنقل البحار من مكانها 

ولو أردت أوقف الثواني 

27 

حين أكون عاشقا 

أصبح ضوءا سائلا 

لاتستطيع العين أن تراني 

وتصبح الأشعار في دفاتري 

حقول ميموزا وأقحوان 

28 

حين أكون عاشقا 

تنفجر المياه من أصابعي 

وينبت العشب على لساني 

حين أكون عاشقا 

أغدو زمنانا خارج الزمان 

29 

إني أحبك عندما تبكينا 

وأحب وجهك غائما وحزينا 

الحزن يصهرنا معا ويذيبنا 

من حيث لا أدري ولا تدرينا 

تلك الدموع الهاميات أحبها 

وأحب خلف سقوطها تشرينا 

بعض النساء وجوههن جميلة 

وتصير أجمل .. عندما يبكينا 

30 

31 

أخطأت يا صديقتي بفهمي 

فما أعاني عقدة 

ولا أنا أوديب في غرائزي وحلمي 

لكن كل امرأة أحببتها 

أردت أن تكون لي 

حبيبتي وأمي 

من كل قلبي أشتهي 

لو تصبحين أمي 

32 

جميع ما قالوه عني صحيح 

جميع ماقالوه عن سمعتي 

في العشق والنساء قول صحيح 

لكنهم لم يعرفوا أنني 

أنزف في حبك مثل المسيح 

33 

يحدث أحيانا أن أبكي 

مثل الأطفال بلا سبب 

يحدث أن أسأم من عينيك الطيبتين 

. . بلا سبب 

يحدث أن أتعب من كلماتي 

من أوراق من كتبي 

يحدث أن أتعب من تعبي 

34 

عيناك مثل الليلة الماطرة 

مراكبي غارقة فيها 

كتابتي منسية فيها 

إن المرايا ما لها ذاكره 

35 

كتبت فوق الريح 

إسم التي أحبها 

كتبت فوق الماء 

لم أدر أن الريح 

لا تحسن الإصغاء 

لم أدر أن الماء 

لا يحفظ الأسماء 

36 

ما زلت يا مسافره 

مازلت بعد السنة العاشره 

مزروعه 

كالرمح في الخاصره 

37 

كرمال هذا الوجه والعينين 

قد زارنا الربيع هذا العام مرتين 

وزارنا النبي مرتين 

38 

أهطل في عينيك كالسحابه 

أحمل في حقائبي إليهما 

كنزا من الأحزان والكآبه 

أحمل ألف جدول 

وألف ألف غابه 

وأحمل التاريخ تحت معطفي 

وأحرف الكتابه 

39 

أروع ما في حبنا أنه 

ليس له عقل ولا منطق 

أجمل ما في حبنا أنه 

يمشي على الماء ولا يغرق 

40 

لا تقلقي . يا حلوة الحلوات 

ما دمت في شعري وفي كلماتي 

قد تكبرين مع السنين .. وإنما 

لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي 

41 

ليس يكفيك أن تكوني جميله 

كان لابد من مرورك يوما 

بذراعي 

كي تصيري جميله 

42 

وكلما سافرت في عينيك ياحبيبتي 

أحس أني راكب سجادة سحريه 

فغيمة وردية ترفعني 

وبعدها .. تأتي البنفسجيه 

أدور في عينيك يا حبيبتي 

أدور مثل الكرة الأرضيه 

43 

كم تشبهين السمكه 

سريعة في الحب .. مثل السمكه 

قتلت ألف امرأة .. في داخلي 

وصرت أنت الملكه 

44 

.. إني رسول الحب 

أحمل للنساء مفاجآتي 

لو انني بالخمر .. لم أغسلهما 

نهداك.. ماكانا على قيد الحياة 

فإذا استدارت حلمتاك 

فتلك أصغر معجزاتي 

45 

أجمل مافيك هو الجنون 

أجمل ما فيك ، إذا سمحت 

خروج نهديك على القانون 

46 

تعري فمنذ زمان طويل 

على الأرض لم تسقط المعجزات 

تعري .. تعري 

أنا أخرس 

وجسمك يعرف كل اللغات 

47 

كان نهداك .. في العصور الخوالي 

ينشدان السلام مثل الحمامه 

كيف ما بين ليلة وضحاها 

صار نهداك .. مثل يوم القيامه ؟ 

48 

ضعي أظافرك الحمراء ..في عنقي 

ولا تكوني معي شاة .. ولا حملا 

وقاوميني بما أوتيت من حيل 

إذا أتيتك كالبركان مشتعلا 

أحلى الشفاه التي تعصي .. وأسوأها 

تلك الشفاه التي دوما تقول : بلى 

49 

كم تغيرت بين عام وعام 

كان همي أن تخلعي كل شيء 

وتظلي كغابة من رخام 

وأنا اليوم لا أريدك إلا 

أن تكوني .. إشارة استفهام 

50 

وكلما انفصلت عن واحدة 

أقول في سذاجة 

سوف تكون المرأة الأخيره 

والمرة الأخيره 

وبعدها سقطت في الغرام ألف مرة 

ومت ألف مرة 

ولم أزل أقول 

" تلك المرة الأخيره " 

51 

عبثا ما أكتب سيدتي 

إحساسي أكبر من لغتي 

وشعوري نحوك يتخطى 

صوتي .. يتحطى حنجرتي 

عبثا ما أكتب .. ما دامت 

كلماتي .. أوسع من شفتي 

أكرهها كل كتاباتي 

مشكلتي أنك مشكلتي 

52 

لأن حبي لك فوق مستوى الكلام 

قررت أن أسكت .. . . والسلام

 

السبت، 19 يونيو 2010

شعر و قصائد نزار قباني ::.أتحبني وأنا ضريرة



شعر و قصائد نزار قباني ::أتحبني وأنا ضريرة







...قالت لهُ
..................

...أتحبني وأنا ضريرة
...وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة
...الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة
...ما أنت إلا بمجنون
... أو مشفقٌ على عمياء العيون


...قالَ
................

بل أنا عاشقٌ يا حلوتي
...ولا أتمنى من دنيتي
...إلا أن تصيري زوجتي
...وقد رزقني الله المال
...وما أظنُّ الشفاء مٌحال



...قالت
...................
...إن أعدتّ إليّ بصري
سأرضى بكَ يا قدري
...وسأقضي معك عمري
...لكن
..من يعطيني عينيه
...وأيُّ ليلِ يبقى لديه
...وفي يومٍ جاءها مُسرِعا
...أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا
...وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا
...وستوفين بوعدكِ لي
...وتكونين زوجةً لي
...ويوم فتحت أعيُنها
...كان واقفاَ يمسُك يدها
...رأتهُ
...فدوت صرختُها
...!أأنت أيضاً أعمى
...وبكت حظها الشُؤمَ
لا تحزني يا حبيبتي
...ستكونين عيوني و دليلتي
...فمتى تصيرين زوجتي


...قالت
..................


أأنا أتزوّجُ ضريرا
...وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا
...فبكى
...وقال سامحيني
...من أنا لتتزوّجيني
...ولكن
...قبل أن تترُكيني
...أريدُ منكِ أن تعديني
...أن تعتني جيداً بعيوني
.....................................

هذه أول قصيده شارك بها تميم فى مسابقة أمير الشعراء خفقان قلب خفقان قلب خفقان قلب .......... قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ............