الأحد، 5 سبتمبر 2010

سم الدسم :::: الجـــــــواهري










لــم يـبــق عـنــدي مــا يـبـتــزه الألــم ُ
حـسـبـى مـن الـمـوحـشـات الـهـم والـهــرم ُ

لـم يـبـق عـنـدى كـفــاء الـحـادثــات أســى
ولا كــفـــاء جـــراحـــات تـــضـــج دم

وحـيـن تـطـغـى عـلـى الـحـران جـمـرتــه
فـخـيــر زاد لـــه فـــى غــربــة قــلــم

ومــن ســواك لــه شـعــرى ومـوهـبــتــى
وأنــت نـــارى وبـالأعــمــاق تـضــطــرم

إذا ذكـرتــك ســـال الــدمــع مـنـهــمــرا
وإن أحـــاول أنــســـى جــادنـــى ســــأم

كــأن فــى ذكــرك الأغـــلال تـربـطــنــى
وطـالـمـا كــان فــى اسـتـقـبـالـهــا نَـعَــم

كــأنــك الـشــعــر والأوزان تـلـهـمــنــى
ومــا أقــاوم شــعــرى حــيــن يـحــتــدم

مــنــذا يــقــاوم إلـهــامــا وتــزكــيــة
قـد حـفـهــا الـحــرف والألـحــان والـنـغــم

تـبـنـى لـمـلـكـى وتُـرسـى مـن مـكـانـتـنـا
بـيـن الـخـلائـق مـا يـرضـى بــه الـخَـصَــم

حـتــى غــدوت ومــا دنـيــا لـتـنـكـرنــى
وخـلــت أنــى لـمــا قــد فــات أنـتــقــم

كـأنـك الـمـاء ,غـيــر الـمــاء يـخـنـقـنــى
وقـد بـلـغـت مــن الـسـتـيــن مــا يَـضِــم

كـأنـك الـقـلــب خـفـقــاً فــى جـوانـحـنــا
فـفـى الـسـلامـة كـل الـنــاس قــد سـلـمــوا

هـل مـثـل حـبـك فــى الـدنـيــا لــه مـثــل
وهــل ألاقــى بـديــلا عــنــك يـنـســجــم

إن خـانــك الـبـعــض أو مـسّـتــك نــازلــة
جـئـنـا لـيـوثـا لـهــا والـنــاب يـبـتـســم

مــن ظــن أنــك سـهــل فـــى تـنــاولــه
قـد خـالـطــت فـكــره مــن سـمـنــا دســم

لــلـــه درك فــــى حــــبٍ يــؤرقــنــا
ومــن يـعـاديــك فــى أحـشــائــه الـــورم

لـمــن أُغـنــى غــداة الـدجــن قـافـيـتــى
ومــن ســواك لـــه الأشــعــار تـحــتــرم

فـى حـضـرة الـنـيـل والـبـاقـيـر خـضـرتََـهـا
الـنـفــس تـبــدأ مــن عـشــقٍ وتـخـتـتــم

ابـا الـلـيـوث أبــا الأبـطــال مــن قـتـلــوا
غــردون مــا وهــنــوا كـــلا ولا نــدمــوا

إن كــان حـظــى مــن الأيــام غـربـتــهــا
وكــان مـوتــى بـعـيــدا عـنــك يـرتـســم

هـــلا ذكـــرت لــنـــا ودّاً يـداعــبــنــا
فــى كــل يــوم بـــذرات الــثــرى رقـــم

قـد كـنـت أطـمــح فــى عــوْدٍ يـجـمّـعـنــا
لـكــن أحـلامـنــا يـجــرى بــهــا وهـــم

مـــاذا تـبــقّــى وآلامـــى تـداهــمــنــى
والـشـيـب فــى أســفٍ ذكــرى بـنــا لـكــمُ

مـن يـا تـرى يـذكـر الـمـاضـى وقـد صـرمـتْ
عـشــرون عـامــا وأخــرى حـلـوهــا نِـقَــم

يـا شـاعـر الـنـيـل هـل عــاودت سـيـرتـهــا
ذكــرى بـهــا خـاطــرى يـحـيــا ويـزدحــم

قـد كـنــت أحـســب أن الـبـعــد غـيّـرنــى
فـمــا عـرفــت ســوى أن الـهــوى كَــلَــم

قـالـت تـعـاتـبـنــى غـيــداء مــا فـعـلــت
بـك الـلـيـالــى وقــد أخـنــى بــك الـهــرم

مـا عـدت تـمـلـك مــن صـبــر تـدبّـجـهــا
تـلـك الـقـصـائـد فـيـهــا الــدُر يـنـتـظــم

وكـــــل أولِ مـــرهــــونٌ بـــآخــــره
وكـل حـسـنـاء بـعــد الـشـيــب تـحـتـشــم

ودّع هـــريـــرة أو ودّع بـــهـــا أمـــــلا
إن جـــاد خـــاب وإن والــيــت يـنــخــرم

نـحــن الـعـشـيــرة لا شـيــئ يـفـرّقــنــا
ولا تــهــون لــنـــا نــفـــسٌ ولا ذمــــم



‏أنشودة المطر :::: بدر شاكر السياب



لسحب ترك
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى .. "
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..
مطر ..
مطر ..
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..





إيليا أبو ماضى ::: ابتســــــــــــ






قال:"السماء كئيبة!" وتجـهمـا
قلت:ابتسم يكفى التجهم فى السما!
قال:الصبا ولى!فقلت له:ابتسـم
لن يرجع الأسف الصبـا المتصرمـا!
قال:التى كانت سمائى فى الهوى
صارت لقلبـى فى الغرام جهنمــا
خانت عهودى بـعــدما ملكتــها
قلبــى,فكيف أطيـق أن أتبسمــا!
قلت:ابتسم واطرب فلـو قارنتها
قضيت عمرك كله متألمـــــــــاّ!
قال:التجارة فى صــراع هـائـل
مثل المسافر يقتله الظمــــــا
أو غـــادة مسـلــولة محتـاجة
لدم,وتنفث كلما لهثت دمــــــاّ!
قلت:ابتسم, ما أنت جالب دائها
وشفائها, فإذا ابتسمت فربمـــا
أيكون غيرك مجرما,وتبيت ى وجل
كأنك أنت صرت المجرمـــــــــا؟
قال: العدى حولى علت صيحـاتهم
أأسر والأعداء حولى فى الحمـــى؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمـهم
لو لم تكن منهم أجل وأعظمــــا!
قال: المواسم قد بدت أعلامــها
وتعرضت لى فى الملابس والدمـــى
وعلــتى للأحبـــاب فـــرض لازم
لكن كفى ليس تملك درهمـــــــا
قلت:ابتسم,يكفيـك أنك لم تـزل
حيا, ولست من الأحبة معدمـــــا!
قال الليــالى جرعتنى العلقمـا*** قلت:ابتسم, ولئن جرعت العلقمـا
فلعــل غيــرك إن رآك مرنــما
طرح الكىبة جانبا وترنمــــــا
أتراك تغنـــم بالتبرم درهمــا
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنمـــا؟
يا صح لا خطــر على شفتيــك أن
تتثلما, والوجه أن يتحطمـــــا
فاضحـك فإن الشهــب تضحك والد *** جى متلاطم ولذا نحب الأنجمـــــا!
قال: البشاشة ليـس تسعد كائنا
يأتى إلى الدنيا ويذهب مرغمــا
قلت:ابتسـم مادام بينك والردى
شبر,فإنك بعد لن تتبسمـــــــا




الجمعة، 3 سبتمبر 2010

كم تشتكي :::: إيليا أبو ماضي




كم تشتكي و تقول إنّك معدم
و الأرض ملكك و السماو الأنجم ؟
و لك الحقول وزهرها و أريجها
و نسيمها و البلبل المترنّم
و الماء حولك فضّة رقراقة
و الشمس فوقك عسجد يتضرّم
و النور يبني في السّفوح و في الذّرى
دورا مزخرفة و حينا يهدم
فكأنّه الفنّا عابثا
آياته قدّام من يتعلّم
و كأنّه لصفائه و سنائه
تعوم به الطّيور الحوّم
هشّت لك الدّنيا فما لك واجما ؟
و تبسّمت فعلام لا تتبسّم
إن كنت مكتئبا لعزّ قد مضى
هيهات يرجعه إليك تندّم
أو كنت تشفق من حلول مصيبة
هيهات يمنع أن تحلّ تجهّم
أو كنت جاوزت الشّباب فلا تقل
شاخ الزّمان فإنّه لا يهرم
أنظر فما تطلّ من الثّرى
صور تكاد لحسنها تتكلّم
ما بين أشجار كأنّ غصونها
أيد تصفّق تارة و تسلّم
و عيون ماء دافقات في الثّرى
تشفي السقيم كأنّما هي زمزم
و مسارح فقتن النسيم جمالها
فسرى يدندن تارة و يهمهم
فكأنّه صبّ بباب حبيبة
متوسّل ، مستعطف ، مسترحم
و الجدول الجذلان يضحك لاهيا
و النرجس الولهان مغف يحلم
و على الصعيد ملاءه من سندس
و على الهضاب لكلّ حسن ميسم
فهنا مكان بالأريج معطّر
و هناك طود بالشّعاع مهمّم
صور و أيات تفيض بشاشة
حتّى كأنّ الله فيها يبسم
فامش بعقلك فوقها متفهّما
إنّ الملاحة ملك من يتفهّم
أتزور روحك جنّة فتفوقها
كيما تزورك بالظنون جهنّم ؟
و ترى الحقيقة هيكلا متجسّدا
فتعافها لوساوس تتوهّم
يا من يحنّ إلى غد في يومه
قد بعث ما تدري بما لا تعلم
...
قم بادر اللّذّات فواتها
ما كلّ يوم مثل هذا موسم
واشراب بسرّ حصن سرّ شبابه
وارو أحاديث المروءة عنهم
المعرضين عن الخنا ، فإذا علا
صوت يقول : " إلى المكارم " أقدموا
الفاعلين الخير لا لطماعة
في مغنم ، إنّ الجميل المغنّم
أنت الغنيّ إذا ظفرت بصاحب
منهم و عندك للعواطف منجم
رفعوا لديهم لواء عاليا
و لهم لواء في العروبة معلم
إن حاز بعض النّاس سهما في العلى
فلهم ضروب لا تعدّ و أسهم
لا فضل لي إن رحت أعلن فضلهم
بقصائدي ، إنّ الضحى لا يكتم
لكنّني أخشى مقالة قائل
هذا الذي يثني عليهم منهم
أحبابنا ما أجمل الدنيا بكم
لا تقبح الدّنيا و فيها أنت

الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

كن بلسما :::: ايليا ابو ماضي







كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها
لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا
أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟
أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
عُدّ الكرامَ المحسنين وقِسْهُمُ
بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما
إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ،
عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السّوى وهنائهم
إن شئت تسعد في الحياة وتنعما

***
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا
وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ
والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما
كرهَ الدجى فاسودّ إلا شهبُهُ
بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما
لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها
زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما
لو لم يكن في الأرض إلا مبغضٌ
لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما
لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه
ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما
لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ
المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما
وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم
مرضى، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى
والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه
وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما



عمر ابو ريشة :::: مطاف الجمال




عمر ابو ريشة :::: مطاف الجمال








مطاف الجمال ، مطاف الجلال
ملكت عليَ عنان الخيال
وموجت روحي بغبر الرمال
وزهر التلال وخضر الجبال
وزرقة يم رحيب المجال
وأنت على عاديات الضلال
صلاة احتمال ونجوى ابتهال
طويت العصور الخوالي الطوال
وما زلت تسأل ركب الليال
عن كل اسمر سمح الخلال
أمات على شغتيك السؤال !؟
بعد الكلال وبعد الملال !
اين الطراد وأين النزال
واين الزوارق عبر الرمال
تروح وتغدو خفافاً ثقال
وأين صباياك حلم الرجال
نشاوى دلال سكارى وصال
رواقص في حلقات اتصال
وللنار دون خطاها اشتعال
وملء حواشي دجاها ظلال!.
مطاف الجمال ، مطاف الجلال
أتتك الجياع تجر الوبال
وسابت على الشط حمر النصال
فضج الصدام وضج القتال
..........................



صبي البروة العاشق ::: محمود درويش




صبي البروة العاشق ::: محمود درويش










ديوان لماذا تركتَ الحصانَ وحيداً
القصيدة كما وردتْ في الديوان:

إلى أين تأخذُني يا أبي؟
إلى جهة الريح يا ولدي...
... وهما يخرُجان من السهْل، حيثُ
أقامَ جنودُ بونابرتَ تلاًّ لرصْدِ
الظلال على سور عكّا القديم -
يقول أبٌ لابنه: لا تخفْ. لا
تخفْ من أزيز الرصاص! إلتصقْ
بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على
جبلٍ في الشمال، ونرجعُ حين
يعودُ الجنودُ إلى أهلهم في البعيد

-ومن يسكنُ البيتَ من بعدنا
يا أبي؟
-سيبقى على حاله مثلما كان
يا ولدي!

تحسّسَ مفتاحَهُ مثلما يتحسّسُ
أعضاءهُ، واطمأنّ. وقال لهُ
وهما يعبران سياجاً من الشوك:
يا ابني تذكّرْ! هنا صلب الإنجليزُ
أباكَ على شوْك صُبّارةٍ ليلتين،
ولم يعترفْ أبداً. سوف تكبُر يا
ابني، وتروي لمن يرثون بنادقهم
سيرةَ الدم فوق الحديد...

-لماذا تركتَ الحصانَ وحيداً؟
-لكي يؤنسَ البيتَ، يا ولدي،
فالبيوتُ تموتُ إذا غاب سُكّانُها...

تفتحُ الأبديّةُ أبوابَها، من بعيد،
لسيّارة الليل. تعوي ذئابُ
البراري على قمرٍ خائفٍ. ويقولُ
أبٌ لابنه: كنْ قويّاً كجدّكَ!
واصعدْ معي تلّةَ السدنيان الأخيرة
يا ابني، تذكّرْ: هنا وقعَ الانكشاريّ
عن بَغلة الحرب، فاصمُدْ معي
لنعودْ

-متى يا أبي؟
-غداً. ربما بعد يومين يا ابني!

وكان غدٌ طائشٌ يمضغُ الريحَ
خلفهما في ليالي الشتاء الطويلة.
وكان جنودُ يُهُوشُعَ بن نون يبنون
قلعتهم من حجارة بيتهما. وهما
يلهثان على درب "قانا": هنا
مرّ سيّدُنا ذاتَ يومٍ. هنا
جعلَ الماء خمراً. وقال كلاماً
كثيراً عن الحُبّ، يا ابني تذكّر
غداً. وتذكّر قلاعاً صليبيّةً
قضمتْها حشائشُ نيسانَ بعد
رحيل الجنود

هذه أول قصيده شارك بها تميم فى مسابقة أمير الشعراء خفقان قلب خفقان قلب خفقان قلب .......... قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ............