الجمعة، 18 مارس 2011

الخروج من مقهى الزنوج :::: محمد الصغير أولاد أحمد




أأزعجتكم يا ندامى؟
أكسّرت كاساً ... ولم أتكسّر؟
أناح بقربي حمامٌ
وسالت دموعٌ اليتامى
ولم أتأثّر؟
أقبّلت منكم صديقا ...
ولم أعتذر في الصّباح؟!
لماذا، إذن تسقطون
وما كلّ هذا الصّياح؟!
أأزعجتكم يا بنات؟!
ألاطفتُ منكن أنثى بدون رضاها؟
أقلت كلاماً جميلاً...
على شامةٍ فوق خدٍ جميل
ولم أطلب العُذر قبل المساء؟
لماذا
إذن
يا نباتُ
تهيج على صدرها في الربيع
وتأوي إلى معطف في الشتاء؟!
أأزعجتكم يا رفاق؟
أقلت كلاماً صحيحاً عن الحزب، من نوع: أن
على الحزب، ألاّ يكون، صغيراً
كحبّة سكّر
وألاّ يكون كبيراً
كقطعة سكّر
لكي لا يذوب بقهوتهم
كلّما سقطوا وأفاقوا؟!
أأزعجتكم يا مرايا الجدار؟
أهشّمت منكنّ واحدةً بعد عيبٍ تراءى
على علّة الخلقِ فيّ؟
إليّ
عدوّي الذي في الزّجاج .. إليّ
إليّ
لساني الجريح
فمي
ويديّ
إليّ
إليّ
وكونوا جميعاً دعاءً عليّ
حرامٌ عليّ مدائنكم
من الآن لن أشرب الماء فيها
سأُهدي حياتي إلى جثّتي
وقبري إلى قريتي
وقلبي
إليك
- إذا شئت –
يا وطني
يا عدوّي!



كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما :::: أبو القاسم الشابي












كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما نامَ، أو حامَ على هذا الوجود
مِنْ طيورٍ، وَزُهورٍ، وشذًى وينابيعَ. وأغصانٍ تَميدْ

وبحارٍ، وكهوفٍ، وذُرًى وبراكينَ، ووديانٍ، وبيدْ
وضياءٍ، وظِلالٍ ودجى ، وفصولٍ، وغيولٍ، ورعودْ

وثلوجٍ، وضباب عابرٍ، وأعاصيرَ وأمطارٍ تجودْ
وتعاليمَ، وَدِينٍ، ورؤى وأحاسيسَ، وَصَمْتٍ، ونشيدْ

كلُّها تحيْا، بقلبي حرَّة ً غَضة َ السّحر، كأطفال الخلودْ
ههُنا، في قلبيَ الرحْبِ، العميقْ يرقُصُ الموتُ وأطيافُ الوجودْ

ههُنا، تَعْصِفُ أهوالُ الدُّجى ههنا، تخفُقُ أحلامُ الورودْ
ههنا، تهتُفُ أصداءُ الفَنا ههنا، تُعزَفُ ألحانُ الخلودْ

ههنا، تَمْشي الأَماني والهوى والأسى ، في موكبٍ فخمِ النشيد
ههنا الفجْرُ الذي لا ينتهي ههنا اللَّيلُ الذي ليسَ يَبيدْ

ههنا، ألفُ خِضَمٍّ، ثَائرٍ خالدِ الثَّورة ِ، مجهولِ الحُدودْ
ههنا، في كلِّ آنٍ تَمَّحي صُوَرُ الدُّنيا، وتبدو من جَديدْ




الأربعاء، 16 مارس 2011

عبد الرحمن الأبنودي :::: الميدان







أيادي مصرية سمرا ليها في التمييز
ممددة وسط الزئير بتكسر البراويز
سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس
آن الأوان ترحلي يا دولة العواجيز
عواجيز شداد مسعورين أكلوا بلدنا أكل
ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل
طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع
وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل


اقتلني قتلى ما هيعيد دولتك تاني
بكتب بدمى حياة تانية لأوطاني
دمي ده ولا الربيع الاتنين بلون أخضر
وببتسم من سعادتي ولا أحزاني

تحاولوا ما تحاولوا ما تشوفوا وطن غيره
سلبتوا دم الوطن وبشيمته من خيره
أحلامنا بكرانا أصغر ضحكة على شفة
شفتوتش الصياد يا خلق بيقتلوا طيره
السوس بينخر وسارح تحت أشرافك
فرحان بيهم كنت وشايلهم على كتافك
وأما أهالينا من زرعوا وبنوا وصنعوا
كانوا مداس ليك ولولادك وأحلافك
ويا مصر يا مصر آن العليل رجعتله أنفاسه
وباس جبين للوطن ما للوطن داسه
من قبل موته بيوم صحوه أولاده
إن كان سبب علته محبته لناسه


الثورة فيضان قديم
محبوس مشافوش زول
الثورة لو جد متبانش فى كلام أو قول
تحلب وتعجن فى سرية تفور فى القلب وتنغزل فتلة فتلة فى ضمير النول
متخافش على مصر يا با مصر محروسة
حتى من التهمة دى اللى فينا مدسوسة
ولو أنت أبوها بصحيح وخايف عليها
أي تركتها ليه بدن بتنخره السوسة


وبيسرقوكى يا الوطن قدامنا عينى عينك
ينده بقوة الوطن ويقلى قوم
فينك ضحكت علينا الكتب بعدت بينا عنك
لولا ولادنا اللى قاموا يسددوا دينك


لكن خلاص يا وطن
صحيت جموع الخلق قبضوا على الشمس بأيديهم
وقالوا لا من المستحيل يفرطوا عقد الوطن تاني
والكدب تاني محال يلبس قناع الحق
بكل حب الحياة خوط في دم اخوك
قول أنت مين للي باعوا حلمنا وباعوك وأهانوك
وذلوك ولعبوا قمار بأحلامك
نيران هتافك تحرر صحبك الممسوك


يرجعلها صوتها مصر تعود ملامحها
تاخد مكانها القديم
والكون يصالحها عشرات السنين تسكونوا بالكدب فى عروقنا
والدنيا متقدمة ومصر مطرحها


كتبتوا أول سطور فى صفحة ثورة
وهما علما وخبرة مداورة ومناورة
وقعتوا فرعون هرب من قلب تمثاله
لكن جيوشه مازالوا بيحلموا ببكره
صباح حقيقي ودرس جديد أوي في الرفض
أتارى للشمس صوت وأتاري للأرض نبض

تانى معاكم رجعنا نحب كلمة مصر
تانى معاكم رجعنا نحب ضحكة بعض
مين كان يقول ابننا يطلع من النفق
دي صرخة ولا غنى وده دم ولا شفق
أتاريها حاجة بسيطة الثورة يا أخوانا
مين اللي شافها كده مين أول اللى بدأ
مش دول شاببنا اللي قالوا كرهوا أوطانهم
ولبسنا توب الحداد وبعدنا أوي عنهم
هما اللي قاموا النهارده يشعلوا الثورة
ويصنفوا الخلق مين عنهم ومين خانهم
يادي الميدان اللي حضن الذكرى وسهرها
يادي الميدان اللي فتن الخلق وسحرها
يادي الميدان اللي غاب اسمه كتير عنه وصبرها

ما بين عباد عاشقة وعباد كارهة
شباب كان الميدان أهله وعنوانه
ولا في الميدان نسكافيه ولا كابتشينو
خدوده عرفوا جمال النوم على الأسفلت
والموت عارفهم أوي وهما عارفينه
لا الظلم هين يا ناس ولا الشباب قاصر
مهما حاصرتوا الميدان عمروا ما يتحاصر
فكرتنى يا الميدان بزمان وسحر زمان
فكرتني بأغلى أيام فى زمن ناصر
شايل حياتك على كفك صغير السن
ليل بعد يوم المعاناة وأنت مش بتأن
جمل المحامل وأنت غاضض
بتعجب أمتي عرفت النضال
اسمحلي حاجة تجن


أتاريك جميل يا وطن مازلت وهتبقى
زال الضباب وانفجرت بأعلى صوت
لا حركتنا نبتسم ودفعت أنت الحساب
وبنبتسم بس بسمة طالعة بمشقة
فينك يا صبح الكرامة لما البشر هانوا
وأهل مصر الأصيلة اتخانوا واتهانوا
بنشتري العزة تاني والتمن غالي
فتح الوطن للجميع قلبوا وأحضانوا
الثورة غيض الأمل وغنوة الثوار
الليل إذا خانه لونه يتقلب لنهار
ضج الضجيج بالندا اصحى يا فجر الناس
فينك يا صوت الغلابة وضحكة الانفار
وإحنا وراهم أساتذة خايبة
تتعلم ازاي نحب الوطن وامتى نتكلم
لما طال الصدى قلبنا ويأسنا من فتحه
قلب الوطن قبلكم كان خاوي ومضلم
أولنا في لسة الجولة ورا جولة
ده سوس بينخر يا أبويا في جسد دولة
أيوه الملك صار كتابة إنما أبدا
لو غفلت عينا لحظة يقلبوا العملة


لكن خوفي مازال جوه الفؤاد يكبش
الخوف اللي ساكن شقوق القلب ومعشش
واللى مش راح يسيبه ولسه هيبقوا
وهيلاقولهم سكك وببان ما تتردش
وحاسبوا أوي من الديابة اللي في وسطيكم
وحاسبوا أوي من الديابة اللي في وسطيكم
وألا تبقى الخيانة منك وفيكم
الضحك على البق بس الرك على النيات
فيهم عدوين أشد من اللي حواليكم



الاثنين، 14 مارس 2011

جحا :::: هشام الجخ



عور سخيف
إنك تحس بإن وطنك شيء ضعيف
صوتك ضعيف
رأيك ضعيف

إنك تبيع قلبك وجسمك
وإنك تبيع قلمك وإسمك
ما يجيبوش حق الرغيف

سألوا جحا عن سر ضحكه
قالك أصل اتنين وشبكو
اللى كان من تحت ميت
واللى كان من فوق كفيف

دا شعور سخيف
وشعور سخيف
إنك تكون رمز الشحاتة
تبنى مبنى للشحاتة
تعمل وزراة للشحاتة

يا ساقية دورى ... عدى فوقى ودوسى
نصبوا عليا وشحتونى فلوسى
ربطونى فيكى .. حتى ما اتغميت
هما اللى فرحوا ووحدى أنا اتغميت

أنا اللى صاحب البيت
عايش بدون لازمة
ولما مرة شكيت
إدونى بالجزمة

أنا اللى زارعك دهب
بتأكلينى سباخ
إن كان دة تقل ودلع
بزيادة دلعك باخ
لا شفت فيكى هنا
ولا شفت فيكى ترف
كل اللى فيكى قرف

كرامتنا متهانة
واللقمة بإهانة
بتخلفينا ليه لما انتى كارهانا

يعنى ايه تبقى إنتى هبة النيل يا مزة
وكل يوم المية تقطع
يعنى ايه لما اشتكى غلو الفاتورة
يقولو تشكى بس تدفع

لما قش الرز ثروة بتتحرق
وأما نفط الأمة ثروة بتتسرق
وأما جلادك على ولادك بيبطش
وأما علمك ما يلاقيش يآكل فيطفش

يعنى ايه نرفع ايدينا بالسلام لجل الغزاة
ويعنى ايه لما ابقى ماشى فى حالى اتشد اشتباه
يعنى ايه لما اتحبس أربع سنين حبس احتياطى

يعنى ايه مش حاسة بالعمر وغلاوته
بتصبى مر العمر ليه
دة انا كنت ح اوهب لك حلاوته

أنا عمرى ما أتأمرت
ولا حطيت شروطى
ومكان ما ترسى مركبك
بابنى شطوطى
أنا كنت جيشك لما مماليلك باعوكى
وكنت يوسف لما عشتى سنين عجاف
وضلوعى دى اللى فى معركة قادش حموكى
وشفايفى دى اللى ما بطلتش فى يوم هتاف
دة انا كل شبر فى أرضك اتمرمغت فيه
وكل يوم عشتيه
أنا اتغذبت بيه


علا صوت أدانك جرس
فى الشدة صاحينلك
من امتى كانوا الحرس
هما اللى باقينلك

بعتينى علشانهم
وعنيكى معصوبة
ياهلترى خاينة
ولا زيى مغصوبة



علمونا بالعصاية
ورضعونا الخوف رضاعة
علمونا فى المدارس
يعنى ايه كلمة قيام
علمونا نخاف من الناظر
فيتمنع الكلام
علمونا ازاى نخاف
وازاى نكش
بس نسيوا يعلمونا الاحترام
فمتزعلوش
لما ابقى مش باسمع كلامكم
وماتزعلوش لما ابقى خارج عن النظام

مستنى ايه من طفل ربوه بالزعاق
غير المشاكل والخناق
كل اللى بيقولك بحبك دول نفاق
أنا لما قلت لك بحبك
كان نفاق

الحب يعنى اتين بيدوا
مش ايد بتبنى وستميت تيت تيت يهدو
الحب حالة
الحب مش شعر وقوالة
الحب يعنى براح فى قلب العاشقين للمعشوقين
يعنى الغلابة يناموا فى الليل دفيانين
الحب يعنى جواب لكل المسجونين
هما ليه بقوا مسجونين
يعنى أعيش علشان هدف
علشان رسالة
يعنى احس بقيمتى فيكى
إنى مش عايش عوالة

يعنى لما اعرق تكافئيى بعدالة
الحب حالة
الحب مش شعر وقوالة

الحب حاجة ما تتوجدش فى وسط ناس
بتجيب غداها من صناديق الزبالة

بارت مراعينا والبئر قد جفَ
والجوع يكوينا والصبر ما كّفى
والقلب لا يهدا والجرح لا يشفى
ولأننا طوع
زنا لهم خفا
جاءوا بموكبهم
واشتغلت الزفة

الدفة مظبوطة
وأصلا مافيش دفة
والكفة مش مايلة
علشان مافيش كفة

و جحا اللى جاى بالليل لساه بيتخفى
شايف ديدان الغيط سارحة ومارحماشى
من جبنه شاف الدود سابه وراح ماشى
ولا اتكسف للناس
ولا حس على طوله
الناس عشمها كبير جريوا بيشكوله
ضحك جحا ضحكة مواشى
مادام بعيد عن طينى ... ماشى

الدود قاعد لك يا جحا ولابد فى طينك
بعد ما يمص فى دمانا مش حيحلاله الا طينك

احنا اهلك
احنا رجالتك
أمانك
إحنا وقت الشدة سندك
إحنا زادك

يا جحا احمى ولادك
لو كنت عايز تحمى طينك
سوف أرحل
ربما يلقانى من ارجو لقاه
هامشى ويا الشحاتين

وابكى على حلمى اللى تاه
بس مش هاشحت رغيف
هاشحت وطن لله


فهمْـــــــــتُكم :::: عبد الرحمن العشماوي




فهمْـــــــــتُكم :::: عبد الرحمن العشماوي
-----------------------------------------------------------


فهمْـــــــــتُكمْ بعدَ أعـــــــوامٍ وأعْــــــوامِ الآنَ أدْركتُ ،تفــــريـطِي وإِجْـــــرامي

الآنَ أدْركتُ معـــــنى أنَّكــــــــــــم بشرٌ لكمْ حقـــوقٌ ، ولســــتُم محــــضَ أنعامِ

فهمـــــتكم يا بَني شعـــبي وقـــــــدْ لعِبتْ بكُمْ جنــــــودي وقـــــــــوَّاتي وأَزْلامـي

نعم ، ملأْتُ سجــــــوني من أكَارِمــــــكمْ وكَانَ تعـــــذيبُــــهم رمْــــزاً لإقْـدامي

حكمتُ بالسِّجــــــنِ تأبيـــــــداً لطائــــفةٍ أَصْلَيْـــتُها في سجـــــــوني نـــــارَ آلامِ

ولَمْ تَـــدَعْ سَــــعْيَــــها للدِّيــــنِ طائـــفةٌ أُخـــــرى ، فأصْـــدَرْتُ فيها حُكمَ إعْدامِ

جَعَـــلْتُ أرضكُم الخضـــراءَ مُعْــتَـــقَلاً حقَّــــقتُ فـــــــــيهِ بسيفِ الظُّلْمِ أحلامي

أطْــــلَقْتُ فيـــكم على ظُـــــلْمٍ جَلاَوِزَتي ما بــــــــينَ لصٍّ وكـــــــــذَّابٍ ونــــمَّامِ

نعمْ ، جَعَلْـــتُ بيـــــوتَ اللهِ خــــــــاوِيةً مِـنْ كُـــــــلِّ داعٍ وصــــــوَّامٍ وقــــــوَّامِ

حتى الأذانُ تــــوارى عـــن مآذِنِـــــــكم وعن وســائل إعــــــلاني وإعـــــلامي

أمَّا حجابُ العذارى فهـــــو مُعْـــــضِلةٌ حَاربْتُــــها بإهـــانــــــاتي وإرْغـــــامي

نَعَــم ، جعلتُ منَ الطُّغــــــيانِ لافِـــــتةً فـــــيها معَـــالِمُ مِنْ قَــــسْـري وإلْزامي

لكِنَّني الآنَ يا شعــــبي وقــــــد سَلَـــفَتْ أيَّامــــــــــــكم بمآســــــــيها وأيَّـــــامي
أقولُـــها ، ونجـــومُ الليــــــلِ تَشْهَدُ لي : فهِــــــمْتُكم ، وإليكم فـــــضْلُ إفْــهامِي

فهِـمْتُــــكم ، فلــــقدْ صرْتم عَــــــمَالِقـةً وكُنتُ أبـــــصرُ فيكم شــــكلَ أقْـــــزامِ

فهـــمتها الآنَ ، إنِّي قـــدْ ظَـلَمْتُ ، ولـمْ أرْحـم فــــــــقيراً ، ولمْ أَلْطُفْ بأيْـــــتامِ

ولمْ أقــــــدِّمْ طـــــعاماً للجـــــياعِ ، ولم أقــــــــدِّمْ المــــــاءَ للمُسْــــتَنجدِ الظَّامي

ولمْ أقـــــــــدِّمْ ثيــــــاباً للعُــــــراةِ ، ولم أمنح تلاميــــــذكم حِــــــبراً لأقـــــــلامِ

فهِمْتُكمْ ، فافْهَـموني ، وافْهموا لُغـــــتي وقابـــــلوا لُؤمَ أخــــلاقي بإكــــــــــرامِ

إنّي سأفتَـــــــحُ أبـــــوابَ العــطاءِ لكـم وســوفَ أُصـــــــدِرُ للإصلاحِ أحكامي

هــيَّا ، ضعوا في يدَيْ أيـــديْ تعاونُكــم يـــا أخـــوتي وبني عــــــمِّي وأرْحامي

إنِّي صحوتُ على نورِ الصَّباحِ ، وقــدْ طـــوَيتُ عِقْـــــدَينِ في ظُلْمٍ وإظـــــلامِ

فهمتكم ، أيُّــها الشعــبُ الذي دعَسَـــتْ أحلامَه في طــريقِ الجَــــوْرِ أقــــدامي

الآن أدْركـــتُ أنِّي كـــنتُ في نفـــــــقٍ منْ غفْــــلَـــتي وضــلالاتي وآثــــــامي


*** *** **

أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي

وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ

نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ





التأشيرة :::: هشام الجخ







اسبح باسمك الله

وليس سواك اخشاه
واعلم انى لى قدرا سألقاه .. سألقاه
وقد علمت فى صغرى بان عروبتى شرفى
وناصيتى وعنوانى
وكنا فى مدارسنا نردد بعض الحان
نغنى بيننا مثلا
بلاد العرب أوطانى - وكل العرب اخوانى
وكنا نرسم العربى ممشوقا بهامته
له صدر يصد الريح اذ تعوى
مهابا فى عبائته
وكنا محض اطفال
تحركنا مشاعرنا
ونسرح فى الحكايات التى تروى بطولاتنا
وان بلادنا تمتد من أقصى الى أقصى
وان حروبنا كانت لاجل المسجد الاقصى



وان عدونا صهيون
شيطان له ذيل
وان جيوش امتنا
لها فعل كما السيل
سأبحر عندما اكبر


امر بشاطىء البحرين فى ليبيا
واجنى التمر من بغداد فى سوريا
واعبر من موريتانيا الى السودان
اسافر عبر مقديشيو الى لبنان


وكنت اخبىء الاشعار فى قلبى ووجدانى
بلاد العرب اوطانى وكل العرب اخوانى


وحين كبرت
لم احصل على تأشيرة للبحر
لم ابحر
وأوقفنى جواز غير مختوم على الشباك
لم اعبر
حين كبرت
لم ابحر ولم اعبر
كبرت انا
وهذا الطفل لم يكبر
تقاتلنا طفولتنا


وافكار تعلمنا مبادئنا على يدكم ايا حكام امتنا
تعذبنا طفولتنا
وافكار تعلمنا مبادئها على يدكم ايا حكام امتنا
الستم من نشأنا فى مدارسكم
تعلمنا مناهجكم



تعلمنا على يدكم بان الثعلب المكار منتظر سيأكل نعجة الحمقى اذا للنوم ما خلدوا
الست من تعلمتم بان العود محمى بحزمته ضعيف حين ينفرد
لماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا
الستم من تعلمنا على يدكم ان اعتصموا بحبل الله واتحدوا
لماذا تحجبون الشمس بالاعلام
تقاسمتم عروبتنا ودخلم بينكم صرنا كما الانعام



سيبقى الطفل فى صدرى يعاديكم
تقسمنا على يدكم فتبت كل ايديكم
انا العربى لا اخجل
ولدت بتونس الخضراء من اصل عمانى
وعمرى زاد عن الف وامى ماتزل تحبل
انا العربى فى بغداد لى نخل
وفى السودان شريانى
انا مصرى موريتانيا وجيبوتى وعمانى
مسيحى وسنى وشيعى و كردى وجرزى وعلوى
انا لا احفظ الاسماء والحكام اذ ترحل
تشتتنا على يدكم
وكل الناس تتكتل
سئمنا من تشتتنا وكل الناس تتكتل
ملئتم فكرنا كذبا ووتزيرا وتأليفا
اتجمعنا يد الله وتبعدنا يد الفيفا
هجرنا ديننا عمدا
فعدنا الاوس والخزرج
نولى جهلنا فينا
وننتظر الغبا مخرج
ايا حكام امتنا يبقى الطفل فى صدرى يعاديكم
يقاضيكم
ويعلن شعبنا العربى متحدا
فلا السودان منقسم
ولا الجولان محتل


ولا لبنان منكسر يدواى الجرح منفردا
سيجمع لؤلؤات خلجينا العربى فى السودان يزرعها
فينبت حبها فى المغرب العربى قمحا
يعصرون الناس زيتا فى فلسطين الابيه
يشربون الاهل فى الصومال ابدا
سيخرج من عبائتكم رعاها الله



للجمهور م 78;قدا
هو الجمهور لا انتم
هو الحكام لا انتم
اتسمعنى جحافلكم



اتسمعنى دواوين المعاقل فى حكومتكم
هو الحكام لا انتم ولا اخشى لكم احدا
هو الاسلام لا انتم فكفوا عن تجارتكم




والا صار مرتدا
وخافوا ان هذا الشعب حمال
وان النوق ان صرمت
فلن تجدوا لها لبنا ولن تجدوا ولدا
انا باق وشرعى فى الهوا باق



سقينا الظلم اوعية
سقينا الجهل ادعية
مللنا السقى والساقى
احذركم
سنبقى رغم فتنتكم
فهذا الشعب موصول
حبائلكم وان ضعفت
فحبل الله مفتول
ساكبر تاركا للطفل
فرشاتى والوانى
ويبقى يرسم العربى
ممشوقا بهامته
ويبقى صوت الحانى
بلاد العرب اوطانى
وكل العرب اخوانى



هذه أول قصيده شارك بها تميم فى مسابقة أمير الشعراء خفقان قلب خفقان قلب خفقان قلب .......... قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ............