ياتونس الخضراء - 1::: قصائد نزار قباني
ياتونس الخضراء جئتك عاشقاً
وعلى جبيني وردةٌ وكتابُ
إني الدمشقي الذي احترف
الهوى
فاخضوضرت لغنائه الأعشابُ
أحرقت من خلفي جميع مراكبي
إن الهوى أن لايكون إياب
أنا فوق أجفان النساء
مكسرٌ
قطعاً، فعمري الموج والأخشاب
لم أنس أسماء النساء وإنما
للحسن أسباب ولي أسباب
يا ساكنات البحر من
غرناطة
جف الشذا وتفرق ا لأصحاب
أين اللواتي حبهن هواية
وغيابهن.. وقربهن.. عذاب
اللابسات قصائدي ومدامعي
عاتبتهن فما أفاد عتاب
أحببتهن وهن ما أحببنني
وصدقتهن ووعدهن كِذَابُ
إني لأشعر بالدوار فناهد
لي يطمئن وناهد يرتاب
هل دولة الحب التي أسستها
سقطت علي وسدت الأبواب
تبكي الكؤوس فبعد ثغر
حبيبتي
حلفت بأن لا تسكر الأعناب
أيصدني نهد تعبت برسمه
وتخونني الأقراط والأثواب؟
ماذا جرى لممالكي وبيارقي؟
أدعو رباب فلا تجيب رباب
أأحاسب امرأة على نسيانها
ومتى استقام مع النساء
حساب؟
ماتبت عن عشقي ولااستغفرته
ماأسخف العشاق لو هم
تابوا
قمر دمشقي يسافر في دمي
وبلابل.. وسنابل… وقباب
الفل يبدأ من دمشق بياضه
وبعطرها تتطيب الأطياب
والماء يبدأ من دمشق
فحيثما
أسندت رأسك جدول ينساب
والشعر عصفور يمد جناحه
فوق الشآم وشاعر جواب
والحب يبدأ من دمشق فأهلنا
عبدوا الجمال وذبوه وذابوا
والخيل تبدأ من دمشق
مسارها
وتشد للفتح الكبير ركاب
والدهر يبدأ من دمشق
وعندها
تبقى اللغات وتحفظ الأنساب
ودمشق تعطي للعروبة شكلها
وبأرضها تتشكل الأحقاب
بدأ الزفاف فمن تكون
مضيفتي
هذا المساء ومن هو العراب؟
أأنا مغني القصر ياقرطاجة
كيف الحضور؟ وماعلي ثياب
ماذا أقول؟ فمي يفتش عن
فمي
والمفردات حجارة وتراب
فمآدب عربية وقصائد
همزية… ووسائد…. وحباب
لاالكأس تنسينا مساحة
حزننا
يوماً ولا كل الشراب شراب
من أين يأتي الشعر؟ حين
نهارنا
قمع وحين مساؤنا ارهاب
سرقوا أصابعنا وعطر
حروفنا
فبأي شئ يكتب الكتاب؟
والحكم شرطي يسير وراءنا
سراً فنكهة خبزنا استجواب
الشعر رغم سيلطهم وسجونهم
ملك وهم في بابه حجاب
من أين أدخل في القصيدة
ياترى؟
وحدائق الشعر الجميل خراب
لم يبق في دار البلابل بلبل
لا البحتري هنا ولا زرياب
شعراء هذا اليوم جنس ثالث
فالقول فوضى والكلام ضباب
يتكلمون مع الفراغ ا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق