الجمعة، 30 يوليو 2010

دواوين محمد الماغوط ::: سلمية




سلمية : الأدمعةُ التي ذرفها الرومان
على أولِ أسير فكَ قيوده بأسنانه
ومات حنيناً إليها .
سلمية .. الطفلةُ التي تعثرتْ بطرف أوروبا
وهي تلهو بأقراطها الفاطمية
وشعرها الذهبي
وظلتْ جاثيةً وباكيةً منذ ذلك الحين
دميتها في البحر
وأصابعها في الصحراء .

يحدُها من الشمال الرعب
ومن الجنوب الحزن
ومن الشرق الغبار
ومن الغرب .. الأطلالُ والغربان
فصولها متقابلةٌ أبداً
كعيون حزينةٍ في قطار .
نوافذها مفتوحةٌ أبداً
كأفواهٍ تنادي .. أفواه تلبي النداء
في كل حفنةٍ من ترابها
جناحُ فراشة أو قيدُ أسير
حرفٌ للمتنبي أو سوط للحجاج
أسنانُ خليفة , أو دمعةُ يتيم
زهورها لا تتفتحُ في الرمال
لأن الأشرعة مطويةٌ في براعمها
لسنابلها أطواقٌ من النمل
ولكنها لا تعرفُ الجوع أبداً
لأن أطفالها بعددِ غيومها
لكل مصباح فراشة
ولكل خروفٍ جرس
ولكل عجوز موقدٌ وعباءة
ولكنها حزينةً أبداً
لأن طيورها بلا مأوى

كلما هبَ النسيم في الليل
ارتجفت ستائرها كالعيون المطروفة
كلما مر قطارٌ في الليل
اهتزتْ بيوتها الحزينةُ المطفأه
كسلسلةٍ من الحقائب المعلقة في الريح
والنجومُ أصابع مفتوحة لالتقاطها
مفتوحة – منذ الأبد – لالتقاطها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذه أول قصيده شارك بها تميم فى مسابقة أمير الشعراء خفقان قلب خفقان قلب خفقان قلب .......... قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ............