الأربعاء، 4 أغسطس 2010

هذا خريفي كله :: نصوص و قصائد محمود درويش


فتّشت عن نفسي , فأرجعني السؤال إلى الوراءْ
لا شيء يأخذني إلى شيء ٍ . وينسدل الفضاءْ
عليّ مشنقة ً, ويندس المدى
في ثقب إبرة عاشقة ْ
فتّشت عن نفسي : سلام ٌ للذين أحبهم
عبثاً , سلامٌ للذين يضيئهم
جرحي.. هواءٌ للهواء . وأين نفسي بين ما
يسطو على نفسي ويرفعها رخاماً للهباءْ .

هذا خريفي كله
أعلى من الشجر المُذهّب , أين أذهب حين أذهب؟
في حضن سيدتي مكان ٌ واسع لقصيدتين
ولموت كوكبْ .
كل ّ ُ الشوارع أوصلت غيري غلى طرف السماء ِ
فأين أذهب , حين أذهب؟
كلّ الشوارع أوقعتهم في بياض ٍ خادع ٍبين البداية والنهاية.
أمي ُتعد لي الصباح على طبق ْ
من فضة ٍ أو سنديان ٍ . ليس في أمي
سوى أم ٍ هنالك تنتظرْ
وهنا يد ٌ تسطو على يومي وتسرق ما أعِدّ ُ من الكلامْ
يبس الكلام ُ , وطار موالُ الحمام ,
ونام من أعددتهم لسماع أغنيتي .
ونام النوم ُ , ونام ,
ولا جديد لدى النشيد ولا وصايا للضحايا ,
لا بداية للنهاية , ولا نهاية للبداية
أيها الشجر ارتفعْ أعلى وأعلى . أيها الشجر استمعْ
لتحيتي مكسورةً كبيارقي الأولى . ويا أيها الشجرالتمعْ
لأراك في فجر الرمادْ .
وبحثتُ عن نفسي فأرجعني السؤال إلى بلاد لا بلاد لها . بلادٌ للبلادْ.
لا . لم أكن ما كنتُ لكن كلما وقعت عن أشجار غيمهْ
فتشتُ عن أرض ٍ لأسندها..بلادٌ للبلادْ .
لا . لم أكن ما كنت لكن كلما ضيّعت ُ نجمه ْ
ضاع الطريق إلى النجوم. وضِعتُ في نفسي , ولكن أين من
كانوا معي ؟ أين إنفجار اليأس في جسدين؟ أين الأنبياءْ ؟
يا أيها الشجر إندثر فيَّ .. اندثرْ
لأصوغ روحي من حطامي , أيها الشجر انكسرْ
لأرى خطايَ مدايَ فيَّ . وأيها الشجر انفجرْ
كي أفتح الشّباك للشباك فيَّ .. وأنفجرْ
حريتي- لغتي
سلام ٌ للذين أحبهم عبثاً
سلامٌ للذين يضيئهم جرحي
سلامٌ للهواء .. وللهواءْ .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذه أول قصيده شارك بها تميم فى مسابقة أمير الشعراء خفقان قلب خفقان قلب خفقان قلب .......... قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ............